Jul 25, 2008

أبداً



في بلاد بعيدة جداً ..

مدينة صغيرة .. اسمها أبداً ..

يعيش أهلها ... حالة خلود مستمرة ...

حيث يسكن الموت بينهم .. وتتصل الحياتان...

سكان أبداً .. تركوا بيوتهم .. وتفرقوا ... بعد عن عجزوا عن إقناع العالم بوجود مدينتهم ..

فأبداً .. تعني الأبد ...

وكيف لوقت أو مكان أن يكون أبدياً ...

فالوقت .. من سماته الإنقضاء ... و الإنقضاء يناقض الأبدية ...

إذاً ... فالوقت لا يمكن أن يكون أبدياً ..

و الأماكن تصنع من مواد .. و المواد من صفاتها التحول ..

فكيف لمكان أن يبقى أبدياً ... دون أن تتحول مواده ...

لم يستطع سكان أبداً إقناع الناس أن للأبد مفرداته الوقتية الخاصة ..

وأن له ظروف زمان و مكان .. تناسب امتداده .. و تبعد تتالياً عن إحساسنا الفاني بالوقت ...

فتفرقوا ... وعاشوا بيننا ... سنوات ... و سنوات ...

سكان أبداً هم أولئك الذين يعيشون حياتهم وحلم العودة غداً يسكنهم ...

يمضون كل ثانية وهم يحلمون ... بالعودة ...

ولأن الموت يسكنهم بقوة ... تزداد شهيتهم للحياة .. حتى الجنون ..

فتلتمع في وجوههم دائماً فرحة الحياة ... و انبهار اللحظة الأولى ...

ولأنهم أمسكوا الأبد بأكفهم ...

تعلموا عجنه بأصابهم .. وصنعه خبزاً لذيذاً يشبعون به جوع غربتهم ....

سكان أبداً ... هم الذين يعيشون بيننا ... ليعلمونا ...

كيف نحن .. نعيش ...

6 comments:

Anonymous said...

روعة!

أماني السليمي ... said...

كم أنتي مبدعة فهنيئاً لنا بقرآءة جديدك

المهندسة said...

جميل ما سطرته اناملك

كل الشكر لك لإهتدائي الى مدونتك الرائعه

الهودج said...

حروف مخملية ، واثقة في نفسها
لكِ مني كل الإحترام و التقدير

NAda said...

أماني / المهندسة / الهودج

جميل مروركم =)شكراً

Lobna Ahmed Nour said...

رااااااائع ..