Dec 21, 2013

تقى



عجزت عن الكتابة عن تقى لأيام .. 
لأن عقلي لم يرد أن يستقبل الجرح ويستوعب الحزن ... 
احتجت شيئا من الوقت وشيئ من تأمل الحياة لأكتب عن اغتيال الطفولة ..

لم أعرف تقى ... ولم تعرفني ...
 ولكن روح الطفولة الموجودة في ذواتنا تربط أرواحنا.....
 لينكسر شيئ بداخلنا .. كلما رحلت روح طفل الى السماء .. 

وكون تقى...  طفلتنا المدللة ..قطعة منا .. 
لعبت في شوارعنا .. حفظت عن ظهر قلب أناشيدنا .. 
وحملت كيس ناصفتها .. وطرقت أبوابنا ..
فهذا يجعل قلوبنا .. تدمى ..

تقى ..
ينتعل الخطى .. حذاء أسود اللون ...
 يحمل بندقية ... تحمل في جوفها .. غريزة للدم .. والحقد..
ذاك الحقد الا متناهي .. الذي لم أفهم ابدا كيف يكون..

كيف يولد من جوف البشر ...
 وجها شديد البشاعة .. لكائن خلق ليحمل جمال الكون ... 

 تعود روح تقى الى حضن السماء ...
 لتنعم بنوارنية لا تليق الا بملاك ..

ولكن نبقى نحن في هذه الأرض الفانية .. 
لنبكي رحيلها ..
 فيكون إيقاظا لإنسانسيتنا المتجمدة منذ زمن ..
لنتعلم من تقى .. معنى الحب والتعاطف مع آلاف الأبرياء الذين يغتالهم الحقد والإرهاب في كل يوم ...
نتعلم .. ألا نترك العنان للوجه القبيح للحقد أن يحل ولو للحظة ضيفا على قلوبنا ... 

رحم الله تقى .. 
وأعاننا الله و أهلها على فراقها ...

ولكن اطمأني يا والدتها بأن روحها الشفافة ..
 تعيش في كل يوم في كل واحد فينا ... 


You will be missed



على ضوء مقولة الشاعر الكبير محمود درويش :  "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"


شارع مسرف في البرد ... ووجوه بدأت رمادية المدينة تغزوا ابتساماتها ... 
من كل الأجناس والألوان ..
هذا اللابس البزة الرمادية متلحفاً بلفافه الأحمر ..
 وتلك ذات الحذاء العالي .. يخاف لمس الأرض فيبتل بمطر الليلة الفائتة ...

حاملين حقائبهم .. أكواب قهوتهم ... 
في طريق قطعوه آلاف المرات ... حتى ليعجزوا عن عدها ولو حاولوا ...

لا شيئ يشتت أنظارهم عن أفكارهم المتسارعة ...
 تخطط برنامج اليوم .. تقلق من أجل غداً .. وتقلق من أجل القلق ... 

أمشي أنا بينهم ...واحدة من البشر .... 
غريبة حتى على نفسي ...  مثلهم ... 

أعبر من الباب .... 
بابتسامة شاحبة ..
يعرف مهدي " صاحب المقهى المغربي المهاجر منذ سنوات " - طلبي جيدا..
كوب صغير من القهوة ....
وبلا أن أنطق .... 
يسلمني الكوب  ... 
فأبتسم .... ابتسامة من القلب هذه المرة .... 

ليبدأ يومي .. 

تعيدني ابتسامته الدافئة من غربتي  .. لإنسانسيتي ... 

وأعود لعالم البشر ... 
لأن التفاصيل الصغيرة ... هي التي تمنحنا الحياة ... 

شكرا مهدي .. 


You will be missed =) 

Dec 9, 2013

ثلج



يتساقط الثلج كأنشودة صامته
تأتي من السماء

صافيا
 ليغلف كل شيء بالبياض

لا لغة الكلام تحركه
ولا الموسيقى
فهو يرقص رقصا صامتا
أبيض
كفتات الجنة
 
 كل ما أملكه أمامه هو الصمت
شرب شوكلاتتي الساخنة بجانب المدفئة 
و الصمت

*************


ليس الثلج كالمطر
يأتي 
هادرا ناثرا عبثيته وبلله على كل شيء

يأتي الثلج
صامتا .. متسللا
في عتمة الليل

حتى اذا بدأت خيوط الصباح بغسل عيونها
تبحث عن أرضها فلا ترى
سوى بياض
يكسو كل شيء

لنختبىء نحن بداخل الصوف
ونتدثر بالدفء

Oct 12, 2013

وجدة

تأملات  كتبتها بعد مشاهدتي للفيلم السعودي المرشح لجائزة الأوسكار " وجدة " , في سينما مدينة بيثيسدا بالولايات المتحدة الأمريكية 
تعجز السطور عن التعبير عن مقدار الفرح و الفخر الكبير الذي أحسسته أثناء مشاهدتي للفيلم 
شكراً هيفاء .. شكراً من القلب ... 



Wadjda (2012) - http://www.imdb.com/rg/s/1/title/tt2258858


وجدة 

عندما يكون الوطن غربة .. و الغربة وطنا
عندما تصبح همومنا ... أحلامنا الصغيرة ... يوميات انكساراتنا ...
مثارا للجدل .. مثارا للانتقاد .... ولوضعنا تحت المجهر ...

حين تغدو الغربة .. سلاحنا للعيش ... في قلب  الوطن ...
سلاحنا لأن نكون ..
لأن نعيش .. و لأن نشعر بالإنسانية الكامنة فينا ...

في هذا الوقت .. و على شباك الزمن ...
تولد طفلة ...
وجدة ...
لتحلم حلماً أكبر بمسافة لون واحد ... من ألوانها
حلمٌ جاء متقدماً عمره ..... و متأخراً بزمن  ..
عن أحلام  الصغيرات بعمرها ...

حلمت وجدة .. في يوم ....
بالحرية ....
بالتحليق .... في عالمها الصغير .. في وطنها الصغير ....
على صهوة دراجتها الخضراء .... كلون الخير .. ولون الأمل ..

حلٌمَت أن تسابق الزمن .. وتعود بالزمن .... و ترحل بالزمن ...  وتسافر بالزمن ...
الى وقت ... تكون فيه ... طفلة ...
فقط .. طفلة ...

و نحلم نحنُ  ...
المكبلات بغربتنا   ...
بالتحليق ... من عوالمنا الشاسعة ...
على صهوة أحلامنا ...
لنمسك بمقود حياتنا ... و نحلق ... لنعود ...
الى البيت ...
 الى الوطن



Oct 11, 2013

ألا تملين ؟


يسألني 
ألا تملين المطر ؟ 
 ألا تكرهين المطر؟

 أقول له.. 
أتمل الحب يا صديقي ؟
أتمل ابتسامات الغزل .. والعيون الساحرة والقبل ؟ 

أنا يا صديقي .. 
أعشق المطر ..
كما تعشق أنت النساء الجميلات و السهر .. 

يحتضنني ... يغمرني .. يقبلني .. كعاشق عاد للتو من السفر  ... 
يحتد معي  . يبللني .. يدخل بداخل جوربي  الدافئ .. و يدمي قدماي بالصقيع  ... 
يؤلمني المطر .. 

هل تكره الحب حين يؤلمك ؟
 تحقد عليه .. تغضب منه .. 
وفي اليوم التالي تبدأ رحلةً جديدة للبحث عنه ..
 في عيون كل غيمة تتشكل  في السماء ... 

المطر يا حبيبي كالحب .. 
نحبه طفلا ... وديعا ناعما ... وعاصفة هوجاء ... تبلل كل مافينا ...
 تتركنا عراة ... إلا من انفسنا ... وصوت بعيد بعيد ... هو صوت الحياة ...  

Sep 24, 2013

غربة


مرات عديدة .. تبدو كآلاف المرات .. مشيت على هذا الطريق ...
في المطر .. في الثلج ..
وفي الشمس الحارقة

كم من الفصول نحتاج أن نعايش 
و كم من المرات نحتاج أن نمشي  لنصل .. أو لنكون جزء من الطريق 
لنتوقف عن كوننا غرباء ...
وتبدأ آثارنا بأخذ  منحى يربطنا بالأرض ..
كم من الوقت .. وكم من المرات .. وكم من الابتسامات ..
ليتحول المكان .. من طريق .. الى وطن ... 

Sep 18, 2013

اللامادة

خربشات كتبتها بعد زيارتي للمركز الأروربي للأبحاث الذرية CERN ،حيث تجرى دراسات عن اللا مادة Antimatter

في هذا الكون اللا محدود .... حيث تشكل المادة ٤بالمائة من تكوينه فقط ...
في عالم من الأضداد ... حيث يعتقد العلماء بوجود عالم من اللامادة التي تطابق المادة التي نعيشها و لكنها تعاكسها ...
نعيش نحن البشر بخلايانا القليلة و ذراتنا المتعددة ... و نظن أن الكون مختص بنا ... مسؤول عن سعادتنا وشقاؤنا ...
نظن أن وجودنا يشكل مغزى الكون ..
نعيش حياة غريبة من النرجسية الفكرية ...و عدم الإتحاد مع الكون من حولنا...
لازلنا نتسائل عن جدوى وجود الأشياء من حولنا ولا نتسائل عن جدوى وجودنا في هذا العالم ....
نتساءل عن طرق العيش لا عن أسبابها ..
عن كيف نكون لا من نكون ....
يبدو العالم لنا في غالبية الأوقات كمحيط متلاطم الموج ... يغمرنا بموجه المالح ...
قلما ..يهدأ ليسمح لنا بالتأمل في لمعان الغيوم المرصعة بملايين النجوم من فوقنا ..
وفي هذا الهدوء ... يخلد المرهقون منا الى سبات عميق ..
بينما يظل الحالمون يستمعون بشغف الى عزف النجوم ...

جنيف
أبريل ٢٠١٢


http://home.web.cern.ch/about/physics/search-antimatter

صباح جديد

يستيقظ المستشفى من نعاس ليلة الاطباء المناوبين و ليلة مليئة بالإثارة ..
تبدأ الوجوه النظيفة بالقدوم .. بأعينها المثقلة بنوم هانئ ...

العمال بمرايليهم الرمادية و مكانسهم الطويلة ...
أطباء اليوم الجديد .. بعطورهم الفواحة و شعورهم اللامعة ...

تدب الحياة من جديد لتغسل كل أثر خلفته أحداث ليلة ماضية ...

هكذا تستمر الحياة ... في مكان يعبق برائحة دم الولادة ودم الموت..
فرحة البداية ... وخشوع النهاية ...

... هنا نعمل نحن ... على محك الحياة ... وبين جنباتها ...
بعجلة نتحرك لنحقق شيئا لسنا فعلا متأكدين ما هو ...

Sep 14, 2013

من صومعتي العالية

لأن في موسيقى الطائرات .. عزفا سحريا يحرك مشاعري
كأنشودة المطر .. وسحر الزهور ...
الطيران صومعة سحرية لا أملها ...

جمعت هنا خرابيش كتبتها على مر الرحلات ...
وعلى متن طائرات لا أتذكر اليوم وجهتها أو لون مقاعدها







تبدأ الطائرة بالتسارع ... تختفي الأصوات ...
يسد الغيم الابيض أذني ... حتى الا صوت ..
وأبدأ بالطفو ... نحو السماء ...
يبدأ العالم بالتصاغر ... يختفي البشر ... وتبدو قمم البنايات كالعلب الصغيرة ..
شيئا فشيئ .. حتى يختفي كل شيء
يلفني السحاب .. بالكامل ..
لأبقى أنا .. مع غيمتي الوردية ...
وكما الأحلام ... وحكايات الاطفال
تبدأ روحي الشفافة .. بالرقص فوق الغيوم ..
القفز من غيمة الى غيمة ... و التزحلق على قوس قزح ...
حتى التعب
ثم توسد غيمتي الصغيرة .. المخصصة تماما لإنحناءات روحي ..
والنوم .... في مكان اقرب ... الى السماء ..
حيث تسكن الملائكة .. و توجد الإجابات الكاملة لجميع تساؤلاتنا ...


***************************************************


دوما يدهشني الطيران .. في مركب حديدي عملاق يصطف الراكبون كقطع ورق عنب متراصة ...
يحاول كل منهم الا يلتصق بالاخر
ينعدم الوقت وتتغير معالم المكان ... ساعات من العمر تختفي ... و اماكن كثيرة نخترقها بلا ادني شعور ...
و نحن مشغولون بمشاهدة فلم ما ..
أو منهمكون بتناول وجبة تتكون من اكثر ما يمكن في مساحة صحن صغير جدا ..
في حيز من الفراغ في السماء ...
تغرب شمس بلا كتف بحر لتبكي عليه ...
و نغفو نحن المسافرون بمفردنا على كتف النافذة .. لنصل بعد وقت لا ندري كيف حسابه الى مكان ما ...
و طن ما .. شخص ما ...
ليكون في استقبال وحدتنا حضن دافئ لإبتسامة نعرفها ...
او غربة صامتة لمدينة لا تعرفنا ..

****************************************************


تتجلى السما كلوحة ربانية كبيرة ،
تفترش ارضها الغيوم القطنية الناعمة
صمت مطبق .... يلف الغيم ...
حتى تكاد تسمع من بعيد ... صوت الجنة ...
و تسكب الشمس اخر خيوطها ... خلف الرداء الضبابي..
تفترش الملائكة الغيوم ... و تغفو
متدثرة بالدفء الرباني الكبير
لتتناسى هموم البشر ... و مشاكلهم الكثيرة ... و حروبهم الغير مبررة ...
و تغفو ..


***********************************************


في طائر حديدي عملاق ، لا شئ يعلقنا في الجو سوى مسائل حسابية معقدة ....
 حيث لا شيئ يرى من النافذة مهد أبيض ..
وغيوم طفلة متفرقة هنا و هناك تلتقي زرقة السماء مع الافق .. و تبدو الا نهاية بعيدة جدا ...
بعيدا عن الحدود الدولية و جوازات السفر ...
و في نقطة ما من هذا الكون الواسع ... في هذا المكان
سمعت صرخة الحياة .. لطفلة ... شائت الأقدار أن تأتي الى الحياة في الجو ...
لتعيش ساعات قليلة من انعدام الهوية ...
مكان الولادة .. السماء ...
لتهبط الطائرة بعد عدة ساعات و تبدأ القوانين الأرضية محاولة التحقق في أي حقل جوي خرجت لإصدار وثيقة ولادة ....
لم ترد تلك الطفلة أن تعنون ...
كل ما أرادته كان أن تكون ... طفلة العالم التي هبطت من السماء ...



Sep 9, 2013

عن الحب لجبران خليل جبران






Then said Almitra, "Speak to us of Love." 

      And he raised his head and looked upon the people, and there fell a stillness upon them. And with a great voice he said: 
      When love beckons to you follow him, 
      Though his ways are hard and steep. 
      And when his wings enfold you yield to him, 
      Though the sword hidden among his pinions may wound you. And when he speaks to you believe in him, 
      Though his voice may shatter your dreams as the north wind lays waste the garden. 
      For even as love crowns you so shall he crucify you. Even as he is for your growth so is he for your pruning. 
      Even as he ascends to your height and caresses your tenderest branches that quiver in the sun, 
      So shall he descend to your roots and shake them in their clinging to the earth. Like sheaves of corn he gathers you unto himself. 
      He threshes you to make you naked. 
      He sifts you to free you from your husks. 
      He grinds you to whiteness. 
      He kneads you until you are pliant; 
      And then he assigns you to his sacred fire, that you may become sacred bread for God's sacred feast. 
      All these things shall love do unto you that you may know the secrets of your heart, and in that knowledge become a fragment of Life's heart. 
      But if in your fear you would seek only love's peace and love's pleasure, 
      Then it is better for you that you cover your nakedness and pass out of love's threshing-floor, 
      Into the seasonless world where you shall laugh, but not all of your laughter, and weep, but not all of your tears. 
      Love gives naught but itself and takes naught but from itself. 
      Love possesses not nor would it be possessed; For love is sufficient unto love. When you love you should not say, "God is in my heart," but rather, I am in the heart of God." 
      And think not you can direct the course of love, if it finds you worthy, directs your course. 
      Love has no other desire but to fulfil itself. 
      But if you love and must needs have desires, let these be your desires: 
      To melt and be like a running brook that sings its melody to the night. 
      To know the pain of too much tenderness. 
      To be wounded by your own understanding of love; 
      And to bleed willingly and joyfully. 
      To wake at dawn with a winged heart and give thanks for another day of loving; 
      To rest at the noon hour and meditate love's ecstasy; 
      To return home at eventide with gratitude; 
      And then to sleep with a prayer for the beloved in your heart and a song of praise 
upon your lips. 

Aug 13, 2013

فراش ومطر

لأن الفراشات الملونة ..لا تملك مظلة زرقاء تحميها من حبات المطر الكبيرة ..
لا تملك معطفا أصفر يقيها الريح ..
ولأني .. لا أملك ضم ممالك الفراش كلها ... تحت مظلتي ...
أخرج أنا .. متدثرة بمعطفي الاصفر .. ومظلتي الزرقاء ..
لأرقص ... بالنيابة عن كل الفراشات ... الخضراء والزرقاء .. وتلك الملونة بألوان .. لم أعرف لها اسما ...
رقصة.. أحلام الفراش المستلقي .. تحت الورق .. ينظر بصمت ... الى المطر البلوري يغلف الطريق..

Because colorful butterflies can not have a blue umbrella
...To protect them from the large drops of rain 
Neither do they have coats to protect it from the wind

And because I can't shield all butterflies under my umbrella 
I go out under the rain wearing my yellow coat .. carrying   my blue umbrella 
and I dance .. on behalf of all butterflies ... 

the blue .. 
the green ..
and those colored in colors I can't not pronounce  

  I dance the dance of the butterflies hiding under the leaves ..
watching the crystal drops falling 




Jul 29, 2013

سلام .. لدمشق ..

في شرقنا الحزين ..

وبعيدا عن الميترو و صوت الموسيقى الصادحة من مغنيي الشوارع .. 
في مكان يبعد كل البعد عن البيت الأبيض و بهرجة مكدونالدز و شجار الأطفال على لعبة الهابي ميل ..

يعيش بشر من نوع آخر ... 
بشر من عالم آخر ... 
أطفال ولدوا في مخيمات على أطراف بلدان تخافهم .. 
يهدهدهم النعاس على صوت أحلام أمهاتهم .. 
بالعودة ... الى بيوتهم الدافئة ... 
الى حياتهم ... الى أنفسهم .... 






براءة حب

أزاريا

طفلة الثامنة .. على خدودها السمراء تتراقص ملامح أفريقية بعيدة
لا تعرف عنها سوى كلمة واحدة African American
أمريكية الولادة و المنشأ .. أفريقية الأصل ..

لم تكن أزاريا ضعيفة في الجغرافيا ... ولم يخف عليها أن العالم لا يختزل في واشنطن ...

سألتني .. من أين أنتِ؟
قلت لها ... من بلاد بعيدة جداً ...
قالت لي ... I love you ..أنا أحبك

لم تحتج طفلة الثامنة مني أن أشرح لها عن بلادي ..
ولا عن أصل عروبتي ..
ولا عن حاتم الطائي ..
ولا عن ديني و مذهبي ...

ولم أحتج أنا ..القادمة من شعوب ....
تسكن الطائفية بيوتها المسلحة بالحديد ... تأكل معها ... وتتبعها في كل مكان ...
لم أحتج .. سوى استخدام ابتسامة واحدة ...
لأفوز منها .. بأجمل هدية في العالم ...
الحب ...
تذكار من صديقتي الأمريكية أزاريا , الطفلة التي ليس لها بيت
Homeless 

Jul 11, 2013

يوم ميلادي

بينما يسلم الهلال الطفل .. راية السماء لبداية الفجر ..
تبدأ الخيوط البيضاء بغزل نهار جديد ..
نهار يوم صيفي .. في مكان بعيد عن مسقط رأسي .. و عش دافئ .. اسمه الوطن ..
لتغرد عصافير الصباح أنشودة ملونة في أذني .. فتذكرني بتاريخ ملتصق بي .. أحفظه عن ظهر قلب ..
يوم ميلادي ..
لأحتفل اليوم .. بفرحة الحياة ..
فرحة الوجود .. والإنتماء .. لهذا العالم ..
فرحة البيلسان ... و الزنابق الملونة .. والبجع الطافي على بحيرة ساكنة ...
والإحتفال بالنعم الا متناهية ...
ونعمة القلوب الندية التي لمست حياتي ..
رحلت عني لعالم أفضل ... أو .. تخبؤها لي الأيام ...

أشارككم اليوم فرحتي .. بالجانب المشرق من الحياة ..
وأدعو الله في أول عيد ميلاد رمضاني لي ..
أن يبارك لي ولأحبتي .. وللعالم .. في نعمة الحياة ..

May 22, 2013

شباكنا الإجتماعية

البشر على اختلاف الوانهم ولغاتهم كائنات اجتماعية .. تمد خيوطهامشاعرها .. لتلتصق بالآخرين .. محبة .. كراهية .. ود .. حقد ...تسامح... بغض .. غيرة ..

كل شعور يتلون لنا بلون .. ونحن نمد شبكانا .. لنعلق بالشبكة الكبيرة .. لنكون امتدادا لوجودنا في هذه الشبكة الإجتماعية العالمية ..
فماهي ألوان الخيوط التي نسجناها عن الآخرين .. وهل نضيف ألوانا جميلة للشبكة
أم أننا نساهم بالرمادية التي تلتف حولنا .. حتى تخنقنا .. وتدمر الألوان من حولنا ..

Apr 30, 2013

فانتازيا الميترو


بين راكب صاعد وراكب هابط
بين كف أمٍ وطفلها..
و أرجل المارة وحقائبهم ..
تنساب الرياح الربيعية محملة برائحة الزهور وغبار الجنيات..
لترقص في عربة القطار الصامتة
على انغام موسيقى سرية ..
لا يسمعها سوى الاطفال .. و ذوي القلوب الطفلة..

ترقص ترقص ..
تدور فوق رأس الرجل الطويل ذو الحقيبة السوداء..
تقفز فوق شعر الفتاة المنهمكة باللعب في الايباد ...
تداعب أهداب الأطفال .. فترقص عيونهم معها . ..

يتوقف القطار مرة اخرى ...
تخرج الريح بسرعة كما دخلت .. ويعود الصمت لعربة الميترو الصباحية ...
هذه .. قد كانت .. محطة الأحلام
قد تكون أي محطة .. على خارطة الميترو الملونة ...
وقد تحل في أي لحظة من الزمن ..

محطة سحرية ..
تعيش فيها الأحلام .. وتحرسها الجنيات ...
بطاقة مرورها .. أغنية حب ..
و درجها المتحرك مصنوع من قوس قزح ..
يحمل الراكب .. الى حدود غيمة .. في السماء ..

Mar 26, 2013

أتحداك .. أيها المطر


تتحول السماء صفحة بيضاء غاضبة
لا وجه لها ليشفق على عيون البشر الناعمة
مطر .. مطر .. مطر
يصب في كل جانب
كريماً .. معطاءً .. كثيفاً
حتى آخر بقعة جفاف
يزداد انهماره .. و كأن خروجي أمامه يتحدى وجوده
تزأر السماء و يشع نورها الرباني العظيم
وتزداد قسوة المطر
أهذا كل ما لديك يا مطر ..
أكل ما لديك هو البلل ؟َ!
أتحداك أيها المطر
أن تغسل أبعد من جلدي
أن تخترق عظامي و تنفذ الى روحي
أتحداك أيها المطر أن تبلل الروح الحبلى بالزمن
و تنبتني كما شجرة لوز ..
لأمد جذوري .. و أتحد مع الأرض


مطر .. مطر .. مطر



يعزف المطر على قلبي سمفونية مألوفة
تكسيني بمعطف سماوي قديم .. أرتديه كلما أمطرت السماء
في أي بقعة من هذا العالم ..
نفس الرائحة ..
تمتزج هنا برائحة الزهور و طعم الشاي

أستمع الى زئير السماء
إغتسلي .. تطهري .. تطهري أيتها الأرض
إشربي أيتها الأشجار و إغسلي أوراقك الخضراء من غبار الزمن
تطهر أيها الإنسان من حياتك الا معنى لها
وللتحد الطبيعة كلها بالبلل .. و لتقطر قطرات المطر من شعر الأرض و تراب البشر ..

إغتسلي أيتها الفراشات .. و أرقصي
فلعل عمرك القصير لا يشفع لك لرؤيته ثانية ..
إغضبي أيتها السماء .. و صبي علينا أكواب القهوة ..
إتحدي مع الريح و الصوت و المياه .. ليتحد البشر مع الأرض و الحياة ...
لنمطر خيراً و نماء ..
لنغتسل .. لنتطهر .. و لنتحد مع هذا الكون ..
في كل مكان .. مطر .. مطر .. مطر ..


Mar 6, 2013

حنين





رحلة البحث عن الذات رحلة طويلة وشاقة قد تقودنا بعض الكلمات المشجعة لها
ولكنها في النهاية نحن ..
فبعد العيش مع نفسي لمدة 25 عام .. مع ذاتي المتناقضة و المليئة بالأفكار العجيبة 

بدأت أتعب ... و أود إيجاد السلام في التعايش الإنساني مع ذاتي .. 



وبعد أسابيع من البقاء وحيدة في بلاد بعيدة عن بلادي
و الهيم في شوارع لا أعرفها .. مع أشخاص يتحدثون لغة لا أفهمها
يبدأ الإنسان بالحنين ... الى حضن دافئ يملأ أيامه .. 
وجه أم و كتف عائلة ..
 

في مكان ما بداخل رأسي



صوت التنفس هو صوت الحياة
كان درساً في الإستماع الى موجات مختلفة من الأصوات الموسيقية
حسب كلام المدربة أن ذبذبات هذه الأصوات تحرك ذرات جسم الإنسان .. لتكون مساجاً على مستوى الذرة ...

تخيلت جزيئات جسمي كلها تهتز .. على صوت الآلات الموسيقية الغريبة ..
الإلكترونات الملتصقة بالنواة ترقص .. و النواة الأم تجزع .. لا ترحلي إلكتروناتي ... تحرسهم بجاذبيتها الهائلة..و كمسرح الدمى ..
تعلقهم بخيوط شفافة .. لتسمح لهم بالحركة في نطاقها هي فقط 

كنت مستلقية على أرضية غرفة اليوغا أحاول الإسترخاء و الإستمتاع بالمساج الذري الذي يحظى به جسمي ..
و الاستماع الى الموسيقى الجميلة المنبعثة من آلات موسيقية مختلفة
بدأت بعدها أصوات بناء حيث الطابق العلوي يمر بمرحلة ترميم
مكينة القطع : ششششششششششننننننننننننننن
مطرقة : طق طق طق

آه بدأت أفقد تركيزي ..
ضاعت مني الإلكترونات .. و ما عدت أرى للنواة أي أثر
وبدأت الأفكار تتسابق في مخيلتي
ما هذه الأصوات المزعجة .. سيبدأ الصداع الآن .. 

آه عودي للتركيز
ذبذبات ... موسيقى ... ششششننننن ... موسيقى .. طقطقطق
تن تنانانانانا .. ركزي على الموسيقى في الخلفية .. 

طفح الكيل .. قررت أن أطلب من المدربة أن تغلق الباب على الأقل ..
فتحت عينيّ
و إذا بجميع من في القاعة مستغرق في الأصوات ... لا أحد يبدو منزعجاً ...
أغلقت عينيّ من جديد .. و قررت محاولة التركيز مرة أخرى .. 

انتهت الساعة و النصف ..
تستطيعون فتح أعينكم الآن .. قالت المدربة بصوت رقيق
ثم أكملت : أود مشاركة شعوري معكم
كان درس اليوم تجربة ممتعة حيث أضافت لنا أصوات البناء و تداخلها مع الموسيقى بعداً جديداً للتجربة
فهكذا هي الحياة ... مزيج من الأصوات المتداخلة ..
منها الذي يمسنا فيطربنا .. أو يمسنا فيؤذينا
ماعلينا سوى أن نركز على ما يطربنا وفي الوقت ذاته عدم نسيان أصوات أنفاسنا
فالنفس .. هو صوتنا الوحيد الذي لا ينقطع ..