Jul 14, 2008

علبة الألوان

In the memory of spoiled dreams on the sand of war..

In the memory of love that is not blossomed yet …

I dedicate this story ..



مضينا .. نغني مع العصافير الطائرة .. ونلهو .. في زحمة المدينة الرمادية …

كان كل شيء في مدينتا .. رمادي …

إما بسبب القذارة … أو بسبب الإسمنت ..

مبانٍ بنيت بالإسمنت ولم تطلى .. لأن أصحابها يفكرون .. لم تطلى وهي سوف تهدم قريباً …

الشوارع رمادية … إما بسبب الفئران .. أو بسبب الدخان المتصاعد من السيارات حين … ومن غارات الدبابات .. أحيان أخرى ..

جلسنا فوق سطح البيت في أول يوم من إجازتنا الصيفية , قالت لي : اليوم سنلون المدينة ….

أمسكتني من يدي , و حملنا ألواننا المائية و مضينا …

رسمنا باألوان على جدار جيراننا الإسمنتي قوس قزح ….

وعلى الجدار الآخر رسمنا جبلاً أخضر , أعلاه تتربع شجرة تفاح .

ولوننا الشارع المقابل بالأصفر لأنه لون دميتها , و الأزرق لأنه لوني المفضل …

في نهاية اليوم .. صعدنا إلى السطح .. نظرنا إلى المدينة .. فوجدنا أن ألواننا ضاعت في زحمة الرمادي …

قالت لي : لا تقلق .. غداً نلون الباقي ….

غفونا في تلك الليلة .. وخيالاتنا تسبح في الألوان الجميلة … وفي الأشكال العديدة التي سنرسمها غداً …

استيقظت فجر ذلك اليوم .. على صوت عصفور شقي .. حط بخفة قرب وجهي …

فتحت عيناي ببطء .. نظرت إليها وهي غافية بجانبي …

ثم نظرت إلى السماء …

كان الوقت فجراً .. والشمس بعد متدثرة ببطانيتها الليلية …

سرت رعشة في جسدي الصغير ... ولكن هدوء المكان جعلني أقوم من تحت الغطاء ..

نظرت إلى المدينة النائمة .. بجوها الضبابي الأزرق ..

رمادية مدينتنا حقاً … قلت في نفسي ..

ليت أحداً يساعدنا في تلوينها ..

نظرت إلى السماء فوقي وفكرت ….

لم لا تساعدنا الغيوم .. تمطر ألواناً بدلاً من مطرها عديم اللون .. الذي يزيد الدنيا رمادية …

ربما .. إذا دعيت الله قد يأمر السماء .. فتمطر علينا قوس قزحها ….

بينما الأفكار تتقافز في خيالي ..

استيقظت هي .. وضعت يدها الباردة على وجهي …

فاستدرت ..

قالت لي … صباح الخير ….

فأمسكت بها من يدها .. وقلت … تعالي معي ..

فلنصلي وندعو الله أن يرسل لنا أمطار ملونة …

رفعنا أكفنا بالدعاء … بطفولة خاشعة .. و أمل يرتسم برقة على أطراف أناملنا …

إنتهى وقت الصلاة …

و بدأت السماء … تستجيب ….

بدأت رائحة المطر تخترق أنوفنا …

و نقاط صغيرة بدأت تهطل بخفة ….

أنظري لقد استجاب الله لدعوانا …

أمسكت يدها .. و رحنا نقفز فرحاً ….

وجرينا بحبور … فوق السطح ….

مرت لحظات قليلة … اكتشفنا بعدها مقدار خيبتنا …

اكتشفنا أن المطر ليس ملوناً …

وصلنا الى الشارع …

فلم نجد الأزرق ولا الأصفر …

نظرنا الى الجدران …

فوجدنا أن القوس قزح … أذابه المطر … و امتزج برمادية الجدار .. مكوناً كتلة قبيحة من طيف ألوان ….

رجوت الله أن يوقف الأمطار الرمادية …

وبكت هي ....

"كيف لسماءٍ أن تكون بهذه القسوة …

ترفض مساعدتنا .. ثم تمحو ألواننا ..

لماذا يا سماء … لماذا يا غيوم …

لماذا تكرهيننا لهذه الدرجة ؟؟

ألأننا فقط … أطفال ؟"

دخلت الى المنزل منكس الرأس …

وشعور بالغصة يحرق حلقي …

وضعت يدها على كتفي وقالت : لا تحزن ..مازال لدينا ألوان … غداً نعيد الرسم من جديد …

ولكن غداً .. لم يأت أبداً …

إغتصب التفجير أرواحنا الصغيرة …

أرسلنا مبكراً .. إلى عالم اللا عودة ….

وبقيت في مكانها … علبة الألوان

7 comments:

fara7 said...
This comment has been removed by the author.
fara7 said...

لطالما كان العالم رماديا للكبار
ولطالما تركوا علبة الألوان جانبا وأكملوا طريقهم مغمضين الأعين
ملقين علبة الألوان للأطفال
ولا علم لهم بمقدرتهم على تغميض الأعين أيضا

سلمت عزيزتي على أناملك الطفولية
ربما ابتعدت كثيرا عن محورك ولكن هذا مامر بخاطري :)

NAda said...

عزيزتي فرح
فعلاً .. تفقد الألوان قيمتها لتتساوى عند الرمادي مع مرور الزمن ..
لهذا جميل وجود الأطفال في حياتنا.. ليذكرنا بألوان ذواتنا

لك أجمل التحية

E.B.B.A said...

يحدث أن قطيعاً من السحب السوداء تحتل السماء حيناً .. تشوب صفاءها وتلتهم صفحتها الواسعة الزرقاء ..

ورغم هذا ..فلون السماء لا يتغير ..
وتبقى السماء زرقاء ..ولو كان جيشٌ من السحب السوداء يمتطيها ..

" ستجد علبة الألوان دائماً ..يد طفلٍ تتعلقُ بها "

couldn't expect less from you ;)
wonderful

Anonymous said...

hello dear nada. hope ur enjoying ur summer. I just want 2 drop sumthin in here real quick and congratulate u on ur new blog. take care dear

NAda said...

Ebba , CeCe
Welcome to my blog =) gland to have you here =)

Alawya said...

i can't visit your blog without expresing my admiration. I am a big fan of your writings.I knew You had that touch since I knew you. God Bless You. Ola Alawami