Sep 12, 2007

الرقص للبشرية


في منطقة خضراء … يظللها الياسمين و أوراق الشجر …
جلسوا .. على مقاعد مصفوفة … بطريقة جعلت الوضع يبدو …
و كأن الكل …. يجلس مع الكل ….
جلس الناس في تآلف … على اختلاف ألوانهم …. وجنسياتهم …. و خلفياتهم الثقافية …..
شاب أسمر هنا … يتكلم بحزن عن الوضع الأمني في العراق ..

وفتاة أوروبية شقراء تجلس بجانبه ….. تصف بإعجاب فستان … رأته في آخر عرض باريسي لروبيرتو كفالي …

إمرأة صينية ذات ملامح رقيقة تتكئ على إحدى الطاولات و تفكر بصمت … في الطريقة المثلى لإدخال ابنها الثاني إلى المدرسة …

ينظر لها بإعجاب في نظرتها الحالمة … رجل تبدو ملامحه أفريقية…


تُعزَف الموسيقى ….
ينسى الناس كل شيء ….
ينسون اختلاف دياناتهم.. يتناسون همومهم اليومية ..
و يتركون جانباً .. مشاكل أوطانهم ….

يقومون معاً.. الى الرقص …

ينسى الهندي أن رقيفته الصينية لا تقدس البقر …
وينسى العربي المسلم …. أن هموم بلاده هي بسبب حرب تشارك فيها…بلاد رفيقته الشقراء …
ينسى الكل …. كل ما سوى الموسيقى ….
و ينحني الراقصون.. و الراقصات لبعضهم …
ينحني الإنسان .. لإنسانية الواقف أمامه …
لا لأصله .. لا لدينه …. ولا لطريقه لباسه….

تحول المكان … في غضون ثوانٍ … إلى لوحة راقصة ….
تمتزج فيها الألوان ….. و الروائح … و الوجوه ….
لتكون تعبيراً متناغماً عن الحياة ….

كل شيء يرقص … كل ركن يتمايل …..
كل الوجوه تبتسم في اندماج ….
و كل العيون تتلألأ بفرح …..
ترقص على كل طاولة … شمعة صغيرة من أمل ….
تبعث ظلالٌ رقيقة …. تنير وجه الإنسانية ….

Jul 22, 2007

فجر ممطر


استيقظت المدينة …
استيقظ الحزن الكامن فيها …
واستيقظ البكاء …..

هنا … تبكي الدنيا … تبكي السماء ….
دموع متواصلة ….
قطرات صغيرة …. لكنها متواصلة ….

حين تبكي السماء … ويتشح الفجر الملون بلون المطر …..
أتذكر شرقنا الحزين ….
أتذكر تقاطيع الأطفال … وبكاء النساء ….
أتذكر الحزن الوليد من رحم أوطاننا …
و أتذكر الحياة … حين لا تكون حقاً …. حياة …….

حين تبكي السماء في بورتلند ….
أتذكر الجنة …. أو أحلم ربما بالجنة ….
حيث ترسم الغيوم الفجرية فوقي …. سلماً .. من الحلوى …. إلى السماء …..

حين تمطر ….
أحلم …. أشعر ….
أ و ربما … أعيش … التناقض ….
بين الحزن الكامن في بكاء السماء …… و الجمال المنبثق ..
من فوضى الغيوم … و بلل الحياة ……

حين تمطر هنا ….
بعيد ………. بعيد عن موطني ……
هنا … حيث استطيع لمس المطر …..
و الرقص حافية القدمين …
حتى أغرق … أو يجف المطر ….
هنا …..
أجد المطر …. هو المطر فقط …..
تنعدم الموسيقى …… وتبقي القطرات وحدها ….
تقدق باستمرار … وبلا توقف …… زجاج  إجازتي …….

Jul 7, 2007

خربشات تزخر بالأمل


في قمة الالم …. تكمن السعادة ..
وتتفجر الطاقات ….
حين يغدو البحر .. شبحاً أسود …
وتتحول النجوم النرجسيه نيراناً … تشتعل … لتحرق العيون …

حين تختفي الانسانية من الانسان ..
حين يُحرق القمر على أيدي أطفال يلعبون بالكبريت …
ويصبح العالم … دمار ….

حين تقلب موازين الأمور … و يختفي الحق .. من بين السطور …
حينها .. .و حينها فقط …
يولد طفل صغير .. في عيناه …
يثور الحب …
و على شفتيه … يكمن الأمان ..
تتعلق على شعره الكستنائي الملائكة …
لترقص .. في محاولة يائسة .. للطيران بالصغير … بعيداً عن السواد …
عن الحقد … و عن الدم المتناثر في كل مكان ….

حينها … تولد الثورة …
حيث العيون البريئة … و الجمال الا متناهي ….
يرفض العيش في عالم أسود ظالم …
تبدأ السماء بالامطار ..
و الزهور تنمو من تربة أعقمها الزمن … و أتعبتها ملوحة الأيام …
تعود الشمس .. للاشراق من جديد …… بعد فترة من هيمنة القمر …
و تبدأ الايام …. بالاستيقاظ من سباتها العميق …
لتبني مستقبلاً …. يزخر بالجمال ….
بالابداع …. و بالحب ….

Jul 6, 2007

تأملات في الغروب



" في ذلك الوقت من المساء الذي نشعر فيه برغبة في البكاء لا نعرف لها سبباً , و عندما تأخذ الشمس طريقها ذليلة نحو مغربها .
تلك التي تحفن فينا الحياة منذ الصباح , هاهي تحمل حقائبها لتشرد في الكون .
دائماً أكره الغروب , لا أراه إلا تآمراً على النور , يقف البشر أمامه عاجزين كل احتضار يوم , إحباط كوني متكرر يبعث في أجسادنا الضعف , مثلما يبعث في الأفق الظلام "

هكذا يفلسف الغروب الكاتب : محمد حسن علوان في روايته سقف الكفاية , التي وقعت بالمصادفة بين يدي لأقرأها ..

أما أنا … وبمزاجي القرمزي هذا الصباح ….
أرى في الغروب اللقاء اليومي بين السماء و الأرض ..
أرى الملائكة تقف بخشوع …  أمام إنحناء الشمس المهيب …. لتفسح لليل مجالاً …
هي لا تنسحب موتاً … ولا ضعفاً …
تنسحب الشمس … كبرياءً ….
و عطفاً علينا ….

عطفاً على النعاس الرقيق في عيون الأطفال …..
و على اللمعان المتوهج في نظرات العشاق …..
تنسحب الشمس … كي يكون لنا غد …..
كي نحلم كل ليلة  … بشمس جديدة ….. و مستقبل مشرق …..
كل يوجد الأمل في العالم ….
تضحي الشمس ….
ونشعر نحن بكبرياءها …. وهو يغتسل ببطء في المياه الزرقاء ….
نشعر بها تقترب بلطف …. لتطبع على جبين الأرض قبل المساء قبل أن تمضي ….
شعورنا هذا ….  
يصبغ ملامحنا بالبكاء ….
و تعترينا الرغبة الملحة …. لاحتضان الكون ….. و الصلاة في محرابه ….

Jun 1, 2007

إسوارتان وساعة


حياتنا كوم من التجارب و الذكريات …
كوم من الأساور و الساعات ..
تقيدنا … تقيد معاصمنا .. بالوقت .. بالمكان .. و بالزمان ..
تجعلنا في سباق مع الزمن .. و مع الأفكار .. و مع المشاعر ..
مشاعرنا .. مشاعرنا المتخبطة على شاطئ من الأحزان … الطائرة في جو من الدخان …
مشاعرنا .. تكون لنا إسوارة .. نحملها دوماً في معصمنا ..
 مهما جرى الزمن .. و تغيرت الأفكار…
أفكارنا .. أفكارنا النابضة بالحياة .. بالبؤس .. بالتفاؤل .. و الإحباط …
أفكارنا العظيمة .. خططنا المستقبلية ..طموحنا .. مخاوفنا..
كلها تكون إسوارة .. توضع الى جانب الإسوارة الأولى ..
مهما تبدلت المشاعر .. و جرى الزمن …
و الزمن … يومنا .. غدنا .. مستقبلنا .. و ماضينا .. فهو ساعة …
نضعها الى جانب الإسوارات .. لتمضي بنا .. حتى نهاية الحياة ..
و هكذا نكون مقيدين دوماً .. بإسوارتان و ساعة ….