Jan 26, 2013

هدف أسمى


كنت حينها في السابعة ربما
جالسة في الطائرة بعد رحلة مع عائلتي الى الخارج
قلبت في يدي بعض الجنيهات القليلة المتبقية لدي متأملة الحروف الأجنبية عليها
قلت لوالدي : هل أستطيع استخدام الجنيهات في السعودية ؟
قال :  - لا
-          ماذا أفعل بهم إذاً ؟

سحب والدي مظروفاً صغيراً من جيب كرسي الطائرة ووضعه أمامي
-          تبرعي به للأطفال الفقراء

أمسكت بالمظروف بين يدي , كانت عليه صورة فتاة سمراء .. لازلت حتى اليوم أتذكر عيونها السوداء الجميلة
وقرأت ماهو مكتوب بخط صغير, فككت حروفه ببطء انجليزيتي الطفلة : UNICEF ( منظمة الأمم المتحدة للطفولة)
وضعت حفنة نقودي المتواضعة .. أغلقت المظروف و سلمته لمضيفة الطيران ..
أفكار كثيرة .. عصفت بذهني الصغير ...  اسئلة أكبر بكثير من عمر سنواتي ..
ولكني لم اسأل .. بل قلت : عندما أكبر .. سأساعدهم يا بابا
بدأ في ذلك السن الصغير .. مشوار حلمي .. مشوار قضيتي ... مشواري 
وانبثقت بذرة الحلم لتغدو نخلةً بعمر سنيني ...

************************************************

"أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي
و أن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها .
في كل الظروف و الأحوال باذلاُ وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض و الألم و القلق
وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله ,
 باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد , للصالح و الخاطئ , والصديق و العدو "

دمعت عيناي تأثراً و أنا أنطق بهذه الكلمات في حفل تخرجي ..
هذه الرسالة الإنسانية العظيمة التي حمّلتني إياها سنواتي الست في كلية الطب
و عاد الحلم القديم .. يرفرف بجناحه الملون فوق رأسي
لأقرر الذهاب في رحلتي .. لإيجاد هدف أسمى لحياتي ... 

1 comment:

Hope said...

إلهي برب الكون العليل .. يحفظك ويرعاك في كل بقعه تدب بها قدماك ... قرأت المدونه كلها وقلبي مكسور .. قد لا اوفي بقدرك بكلماتي ولكني احيي فيك الشجاعه والاصرار و حب الناس فكلنا بشر ولكن الغرور و الكبرياء جعلت البعض منا كفرعون ملبوس بغطرسه نرجسيه

تحياتي لك ايتها الدكتوره الصغيره وحفظك الله و رعاك من كل شر