Jan 28, 2013

عالم ثاني!!

بعد عدة ساعات من التحليق فوق المحيط الهندي , هبطت الطائرة في مطار دكا
الحمد لله على سلامتكم تشير الساعة الآن الى الرابعة فجرا بتوقيت دكا , درجة الحرارة الخارجية ..........

رتبت نفسي و نزلت من الطائرة, تسارعت الافكار في عقلي و مزيج من الحماس و التوتر يملآن حقيبتي الملونة
وصلت الى تدقيق الجوازات
نظر الموظف الى جوازي السعودي , قال متلعثما : ما سبب الزيارة ؟ كم المدة ؟ ماهي المهنة ؟
نطقت : طبيبة
تغيرت ملامح وجهه القاسية الى نظرة امتنان , قال :
Doctor , you are most welcome in Bangladesh
ابتسم لي
و ابتسمت لي بنغلادش ... و ابتسم لي العالم

 **********************************

وقفت أمام السير الالكتروني للحقائب
أنتظر حقيبتي الوحيدة , التي لم يبق شيئ لم أحزمه بها من الملابس و الأطعمة الخفيفة و حتى معدات المستشفى و المعقمات .
وبعد انتظار دام العديد من الصناديق الملونة بكافة الألوان ,
 وبعد أن دخل قلبي اليأس و فكرت في جميع الاحتمالات  و استتنفذت جميع الأدعية التي احفظها ..

لاحت حقيبتي ...
على السير الاكتروني ..  سوداء بمقبض أحمر..  مكسورة رجلها قليلا

و كأني وجدت عائلتي المفقودة جريت لأحتضنها , ويلتم الشمل
أنا وحقيبتي و الباك باج جميعا معاً ...
جاهزون لمحطتنا القادمة ... كوكس بازار

******************************
وصلت الى مطار كوكس بازار في الحادية عشر من صباح يوم الأحد الرابع عشر من شهر أكتوبر 2012
كان المطار عبارة عن مبنى صغير بحجم صالة الجلوس في منزلنا , و مدرج للطائرات تحيط به الأشجار من كل جانب

حملت حقيبتي و توجهت الى الخارج لأبحث عن من جاء لاستقبالي , وجدت سيارة فان بيضاء اللون مكتوب عليها بلون أخضر
Hope Foundation for Women and Children in Bangladesh
توجهت للسائق (أبول أو عبدول) و عرفت عن نفسي

أخذني ( عبدول ) عبر شوارع كوكس بازار لمكان سكني
وبينما اقتحمت السيارة الشارع المزدحم بكل شخص .. و كل شيئ
نظرت أنا عبر الزجاج وقلبي يرقص حماساً

في مشهد واحد ,في ثانية واحدة  كانت تتلخص الحياة هنا
الباعة يفترشون الأرض , الطعام و الألبسة الملونة , الخردوات ..
 بقرة على جانب الطريق ترعى و دجاجتان ترقصان حول طفل عاري الصدر..
ركشو (الدراجة ذات العربة ) ملونة تحمل طالبات مدرسة ...
 رجل يحمل اخشاب كبيرة .... عجوز تحمل غصنا من الموز

للحياة نبض هنا يزخر بمئات القصص في لحظة واحدة 
حتى لتعجز سرعة عقلي على جمع الحكايات  أو تجميد المشاهد عبر عدسة الكاميرا

كل ما استطعت فعله هو التحديق
عاجزة عن النطق .. عاجزة عن الوصف
كل ما قلته كان في رسالة نصية كتبتها بهاتفي :

عالم ثاني!

************************************* 
بعض مما استطاعت عدستي التقاطه من شوارع بنغلادش,
 بعض الصور  تم التقاطه في شوارع كوكس بازار و البعض في زياراتي لدكا 
























1 comment:

Unknown said...

I like the trip I'm taking through your words..c