Feb 23, 2013

أين طفولتي ؟


نمت بيني وبين ايكاترين صداقة حميمة ...
طبيبة الأطفال الجورجية الشقراء .. تبدو من الخارج رصينة و غير مكترثة بالآخرين
ولكن حين تبدأ بالتعرف عليها .. تبدأ طبقات الرصانة بالإستسلام طوعاً لتكشف رقة متناهية ..
أصبحنا نتحدث عن شتى أمور الحياة .. نناقش حالات المرضى .. تحدثني عن بلادها وأحدثها عن بلادي..

في يوم من الأيام ... خرجنا لتناول الآيس كريم بالفانيلا ..
 ملعقة صغيرة محشورة في كوز البسكويت..
هنا لكل شيئ متعة خاصة .. فليس في كل يوم أستطيع الحصول على آيس كريم بهذه الجودة..
قضيت على الآيس كريم بسرعة .. حتى شعرت بذلك الألم الشديد في الرأس فجأة ..
ضحكت ايكاترين و أكملت تناول آيس كريمها بالملعقة بهدوء ..
أنتِ متهورة ... قالت لي

********************************

بعد ذلك انطلقنا الى شاطئ البحر ..
كانت الغيوم تظلل شمس الظهيرة على شاطئ كوكس بازار الرملي المعروف بأطول شاطئ رملي طبيعي في العالم
عشرات السياح المحليون بقبعاتهم الملونة و ملابسهم "الرياضية" يستلقون على الشاطئ

جلسنا أمام  الامتداد الجميل للبحر و الأمواج العالية..
جائنا طفل في نحو الخامسة أو السادسة  طالبا المال , حاول أن يغني لنا لنعطيه المال
قالت لي إيكاترين : من باب المبدأ يجب أن لا نضعف و نعطيه لأن ذلك يساهم في تشجيعهم أكثر حيث أن هؤلاء الأطفال بالغالب يتبعون لعصابة تأخذ منهم الأموال
قلت : اتفق معك تماما .. يجب أن يكون الهم الوحيد للأطفال في العالم هو اللعب


اعتدلت في جلوسي وبدأت أصنع جبلا من الرمل
قلت له بلغة مكسرة .. انظر لنصنع جبلاً
تحرك الطفل بسرعة .. وقد بدا مستعدا لفعل أي شيئ لإرضائي
وبدأ جمع الرمل ... تكوين جبل .. ثم تزيينه بالأصداف
وكأنه قام بفعل ذلك عشرات المرات
لم يفهم الطفل أنني أحاول اللعب معه .. لم يفهم أن في الحياة أمور نقوم بها من اجل المتعة لا النقود
بدأ مشواره في البحث عن لقمة العيش .. و سُرقت طفولته ..
حتى لم يبق منها منها سوى العينين الحائرتين اللتين يستخدمهما في جلب الاهتمام

No comments: