Mar 6, 2013

في مكان ما بداخل رأسي



صوت التنفس هو صوت الحياة
كان درساً في الإستماع الى موجات مختلفة من الأصوات الموسيقية
حسب كلام المدربة أن ذبذبات هذه الأصوات تحرك ذرات جسم الإنسان .. لتكون مساجاً على مستوى الذرة ...

تخيلت جزيئات جسمي كلها تهتز .. على صوت الآلات الموسيقية الغريبة ..
الإلكترونات الملتصقة بالنواة ترقص .. و النواة الأم تجزع .. لا ترحلي إلكتروناتي ... تحرسهم بجاذبيتها الهائلة..و كمسرح الدمى ..
تعلقهم بخيوط شفافة .. لتسمح لهم بالحركة في نطاقها هي فقط 

كنت مستلقية على أرضية غرفة اليوغا أحاول الإسترخاء و الإستمتاع بالمساج الذري الذي يحظى به جسمي ..
و الاستماع الى الموسيقى الجميلة المنبعثة من آلات موسيقية مختلفة
بدأت بعدها أصوات بناء حيث الطابق العلوي يمر بمرحلة ترميم
مكينة القطع : ششششششششششننننننننننننننن
مطرقة : طق طق طق

آه بدأت أفقد تركيزي ..
ضاعت مني الإلكترونات .. و ما عدت أرى للنواة أي أثر
وبدأت الأفكار تتسابق في مخيلتي
ما هذه الأصوات المزعجة .. سيبدأ الصداع الآن .. 

آه عودي للتركيز
ذبذبات ... موسيقى ... ششششننننن ... موسيقى .. طقطقطق
تن تنانانانانا .. ركزي على الموسيقى في الخلفية .. 

طفح الكيل .. قررت أن أطلب من المدربة أن تغلق الباب على الأقل ..
فتحت عينيّ
و إذا بجميع من في القاعة مستغرق في الأصوات ... لا أحد يبدو منزعجاً ...
أغلقت عينيّ من جديد .. و قررت محاولة التركيز مرة أخرى .. 

انتهت الساعة و النصف ..
تستطيعون فتح أعينكم الآن .. قالت المدربة بصوت رقيق
ثم أكملت : أود مشاركة شعوري معكم
كان درس اليوم تجربة ممتعة حيث أضافت لنا أصوات البناء و تداخلها مع الموسيقى بعداً جديداً للتجربة
فهكذا هي الحياة ... مزيج من الأصوات المتداخلة ..
منها الذي يمسنا فيطربنا .. أو يمسنا فيؤذينا
ماعلينا سوى أن نركز على ما يطربنا وفي الوقت ذاته عدم نسيان أصوات أنفاسنا
فالنفس .. هو صوتنا الوحيد الذي لا ينقطع ..


No comments: