Sep 27, 2012

طيور تشرين

Taken by Me on 28/9/2012
In the beautiful coasts of Bahrain

أحب طيور تشرين لنزار قباني

أحب طيور تشرين
تسافر  حيثما شائت
وتأخذ في حقائبها
بقايا الحقل من لوز و من تين
أنا ايضا أحب أن أكون مثل طيور تشرين
أحب أن أضيع مثل طيور تشرين
فحلو أن يضيع المرء بين الحين والحين
أريد البحث عن وطن
جديد غير مسكون
وأرض لا تعاديني


Sep 25, 2012

الناس لبعض




خلال ليلة طويلة قضيتها في مطار الرياض , بسبب تأخر رحله طيران ناس الى أجل غير مسمى 
وبينما أنا جالسة على كرسي الانتظار بدأ النعاس يداعب جفوني ..و النوم في المطارات احدى هوايات
ولكن ظروف المكان و الزمان- بوجودي في الرياض بلا" محرم" في منتصف الليل - .. جعلتني أعيد النظر في افتراش الأرض أو الكراسي المجاورة و الاستسلام للنوم 
فأخذت نفسي و توجهت الى مصلى النساء أو كما يطلق عليه هنا الحريم
فتحت الباب و اذا بمجموعة من السيدات مفترشات الأرض في أماكن متفرقة من المصلى .. بعضهن مع أطفال و البعض الآخر بلا 
ألقيت السلام بصوت هامس .. و اخترت لي زاوية بعيدة و افترشت الأرض و غطيت و جهي بعبائتي و أغمضت عيني

فبعد دوام مرهق قضيته في طوارئ المستشفى .. كل ما كنت أريده هو الاستسلام للنوم و الحلم بسريري الدافئ 
لم يكن مزاجي يسمح لي بمجاملات و تجاذب أطراف حديث .. ولكن فضولي أبى الا ان يصغي لحديث شيق دار من حولي 

كانت في احدى الزوايا تجلس شابة في منتصف العشرينات .. كاشفة الوجه 
أمامها طبق فاكهة و عصير برتقال .. يبدو أنها اشترتهم من المقهى المجاور 
وفي الزاوية المقابلة لها سيدة ربما تكون في نفس العمر و لكن الزمن يبدو واضحا على تجاعيد عينيها من خلال النقاب 
تهدهد على حجرها طفلاً .. تبدو على ملامحه سمات ذوي الاحتياجات الخاصة 

قالت السيدة للشابة : انت من وين ؟ 
أنا من الرياض- 
يعني انت سعودية-
ايه سعودية-
وليش ما تغطين وجهك ؟ ماتدري ان الله أمر بغطاء الوجه ؟-
و انت مو مسلمة ؟ ليش ما سلمتي علي قبل ما تكلميني ؟-
بس أنا انفجعت لما شفتك كاشفة وجهك قدام الرجال برة-
انفجعتي .. أعوذ بالله-
انتٍ من وين ؟-
من جيزان-
و هناك في جيزان كلهم يتغطون ؟-
ايه نعم متمسكات بالدين الإسلامي و نفتخر-
طيب ما تشوفين التلفزيون أو الجرايد و تسمعي أن غطاء الوجه متختلفين عليه العلماء ؟-
--------
تفضلي فاكهة -
شكرا-
سلامته حبيبي الصغير ؟-
و الله عنده مشكلة بالعين و أنا جاية موعد معاه في مستشفى الملك خالد للعيون -
ومتى انشا الله رحلتكم ؟-
بكرة الظهر الساعة ١-
وبتنامين في المطار؟-
ايه و الله شأسوي ما عندي أحد معاي -
لا ما يصير يا أختي المرة الجاية تعالي عندي في البيت-
-----  -
الناس لبعض لا تستحين -


و أترك لكم التعليق ......  

Sep 19, 2012

كفى ترقيعاً

هكذا هو وطننا , خيمة نعيش تحتها جميعا لتحمينا من التشرد في صقيع البرد و في أقاصي العالم
نعيش فيها و نُحَب فيها و نكوّن أسرنا الصغيرة لتصبح أسراً كبيرة تكوّن مجتمعاً ننتمي إليه



عندما يدخل تيار هوائي بارد ليقرقع عظامنا بالبرد,  اعتدنا أن نخيطه بغرزتين سراجة , و نكمل حياتنا
وحين تمطر السماء لتغرق خيمتنا , نضع رقعة بالية مكان الثقب و نكمل حياتنا

ولكن حين أستلقي الى ظهري في ليلة دافئة و انظر الى سقف الخيمة . لا أكاد أرى قماشها الأصلي من كثرة الرقع
أرى أغلبها مغشوشة ... متهالكة
مدارسنا مغشوشة .. شوارعنا متهالكة .. بلوعاتنا منسدة

الى متى .. نستطيع العيش في خيمة مرقعة, في خيمة مؤقتة , بلا حلول جذرية للأزمات
عشر سنوات ؟ عشرون سنة ؟
ثم ماذا ؟ تتهاوى الخيمة على رؤوسنا و تغرقنا الرقع ؟ ثم ماذا ؟
نتشرد كالبدو الرحل في صحراء العالم ؟
 ثم ماذا ؟

لقد بنى آباؤنا الخيمة بعرق جبينهم و زخرفوها بالأحلام و زينوا قماشها بالمصابيح البلورية الملونة

و نحن .. لا نريد خيمةً سواها , ولا وطن سوى الوطن
إنما نريد إصلاحا حقيقيا لخيمتنا المتهالكة  , نريد أن نعيد حياكة المستقبل بأفضل الخيوط الذهبية
وكفى ترقيعاً


Sep 18, 2012

بيروت و الحب و المطر

عندما ينشغل الإنسان بالجري و راء همومه اليومية ينسى أو يتناسى الاستمتاع بالفن و الشعر و الموسيقى 
وبمناسبة تأجيل هموم الحياة اليومية .. حفظت أنا ووالدي الحبيب قصيدة و نحن نمارس رياضة المشي على الكورنيش



إليكم : بيروت و الحب و المطر للشاعر نزار قباني 
مقطع من ذاكرتي 

إنتقي أنت المكان 
أي مقهى داخل كالسيف في البحر 
انتقي أي مكان 
فأنا مستسلم للبجع البحري في عينيك 
يأتي من نهايات الزمان 

عندما تمطر في بيروت 
أحتاج الى بعض الحنان 
فادخلي في معطفي المبتل بالماء 
في كنزتي الصوف 
في جلدي وفي صوتي 

كلي من عشب صدري كحصان 
هاجري هالسمك الأحمر من عيني الى عيني 
ومن كفي الى كفي 

ارسمي وجهي على كراسة الأمطار و الليل 
و بللور الحوانيت و قشر السنديان 

---------------- 
وتطول القصيدة حتى انتهت كيلومتراتنا الأربعة و هي لم تنتهي 
صباحكم روقان 

Sep 17, 2012

شعري أو شعري ( بفتح الشين أو كسرها )

قد يكون المجتمع السعودي بزخارفه البراقة و انغلاقه الشديد , من أكثر مجتمعات العالم إثارة للجدل .
وكوننا ولدنا و تربينا فيه , أعتقد أنه يحق لنا المشاركة في الهجوم النقدي عليه

   


تربينا في المدارس و المجالس و كذلك وسائل الاعلام على الانتقاد و بالخصوص انتقاد المرأة , فحين نطالع مقالا أو مقابلة مع سيدة 
سعودية سواء أديبة  أو عالمة أو مخترعة أو رياضية . نلاحظ أن أول ما ينظر اليه الشخص منا هو الصورة المرفقة  (وهذا أمر طبيعي بسبب الطبيعة البصرية للكثير من البشر )ء  

ينظر  الشخص ويبدأ عقله المدرب تدريبا جيدا على النقد , كم من المكياج ترتدي , غطاء شعرها الغير محكم , عرض الفستان على  خصرها,مقياس الغرة النازلة على جبينها 

ثم قد يغلق البعض الجريدة أو الموقع الالكتروني و قد أخذ معلومات كافيه ليتناقش عن صاحبة الخبر في المجالس  
و البعض الآخر الذي يسعفه الوقت و الاهتمام , قد يقرأ المقال كاملا ويعجب أو لا يعجب بالاختراع أو الأنجاز , ولكن ذلك حقا لا يهم  

 ففي اليوم التالي و في المجلس , يبقى النقاش هل تشرفنا بسترها و حجابها أو لا تشرفنا بسفورها ,
 يبدأ البعض بالدفاع عن اختيارها في ملبسها و يبدأ الآخر في تحليل خلفيتها الثقافية و الإجتماعية . و تبقى المادة العلمية ملقاة على 
هامش المجلس

ماهو الحل ؟ وكيف نخرج من هذه الدائرة الفارغة و نتوقف عن رشق الآخرين بسهام الانتقاد؟ 
.. كيف نستطيع الانتقال من مناقشة اختلافنا الى تقبل هذا الاختلاف 
و الانطلاق الى الخطوة التالية , و هي ماجاءت به هذه السيدة الى المجتمع , ما جدواه و ما أثره علينا