Sep 19, 2012

كفى ترقيعاً

هكذا هو وطننا , خيمة نعيش تحتها جميعا لتحمينا من التشرد في صقيع البرد و في أقاصي العالم
نعيش فيها و نُحَب فيها و نكوّن أسرنا الصغيرة لتصبح أسراً كبيرة تكوّن مجتمعاً ننتمي إليه



عندما يدخل تيار هوائي بارد ليقرقع عظامنا بالبرد,  اعتدنا أن نخيطه بغرزتين سراجة , و نكمل حياتنا
وحين تمطر السماء لتغرق خيمتنا , نضع رقعة بالية مكان الثقب و نكمل حياتنا

ولكن حين أستلقي الى ظهري في ليلة دافئة و انظر الى سقف الخيمة . لا أكاد أرى قماشها الأصلي من كثرة الرقع
أرى أغلبها مغشوشة ... متهالكة
مدارسنا مغشوشة .. شوارعنا متهالكة .. بلوعاتنا منسدة

الى متى .. نستطيع العيش في خيمة مرقعة, في خيمة مؤقتة , بلا حلول جذرية للأزمات
عشر سنوات ؟ عشرون سنة ؟
ثم ماذا ؟ تتهاوى الخيمة على رؤوسنا و تغرقنا الرقع ؟ ثم ماذا ؟
نتشرد كالبدو الرحل في صحراء العالم ؟
 ثم ماذا ؟

لقد بنى آباؤنا الخيمة بعرق جبينهم و زخرفوها بالأحلام و زينوا قماشها بالمصابيح البلورية الملونة

و نحن .. لا نريد خيمةً سواها , ولا وطن سوى الوطن
إنما نريد إصلاحا حقيقيا لخيمتنا المتهالكة  , نريد أن نعيد حياكة المستقبل بأفضل الخيوط الذهبية
وكفى ترقيعاً


No comments: