Sep 18, 2012

بيروت و الحب و المطر

عندما ينشغل الإنسان بالجري و راء همومه اليومية ينسى أو يتناسى الاستمتاع بالفن و الشعر و الموسيقى 
وبمناسبة تأجيل هموم الحياة اليومية .. حفظت أنا ووالدي الحبيب قصيدة و نحن نمارس رياضة المشي على الكورنيش



إليكم : بيروت و الحب و المطر للشاعر نزار قباني 
مقطع من ذاكرتي 

إنتقي أنت المكان 
أي مقهى داخل كالسيف في البحر 
انتقي أي مكان 
فأنا مستسلم للبجع البحري في عينيك 
يأتي من نهايات الزمان 

عندما تمطر في بيروت 
أحتاج الى بعض الحنان 
فادخلي في معطفي المبتل بالماء 
في كنزتي الصوف 
في جلدي وفي صوتي 

كلي من عشب صدري كحصان 
هاجري هالسمك الأحمر من عيني الى عيني 
ومن كفي الى كفي 

ارسمي وجهي على كراسة الأمطار و الليل 
و بللور الحوانيت و قشر السنديان 

---------------- 
وتطول القصيدة حتى انتهت كيلومتراتنا الأربعة و هي لم تنتهي 
صباحكم روقان 

Sep 17, 2012

شعري أو شعري ( بفتح الشين أو كسرها )

قد يكون المجتمع السعودي بزخارفه البراقة و انغلاقه الشديد , من أكثر مجتمعات العالم إثارة للجدل .
وكوننا ولدنا و تربينا فيه , أعتقد أنه يحق لنا المشاركة في الهجوم النقدي عليه

   


تربينا في المدارس و المجالس و كذلك وسائل الاعلام على الانتقاد و بالخصوص انتقاد المرأة , فحين نطالع مقالا أو مقابلة مع سيدة 
سعودية سواء أديبة  أو عالمة أو مخترعة أو رياضية . نلاحظ أن أول ما ينظر اليه الشخص منا هو الصورة المرفقة  (وهذا أمر طبيعي بسبب الطبيعة البصرية للكثير من البشر )ء  

ينظر  الشخص ويبدأ عقله المدرب تدريبا جيدا على النقد , كم من المكياج ترتدي , غطاء شعرها الغير محكم , عرض الفستان على  خصرها,مقياس الغرة النازلة على جبينها 

ثم قد يغلق البعض الجريدة أو الموقع الالكتروني و قد أخذ معلومات كافيه ليتناقش عن صاحبة الخبر في المجالس  
و البعض الآخر الذي يسعفه الوقت و الاهتمام , قد يقرأ المقال كاملا ويعجب أو لا يعجب بالاختراع أو الأنجاز , ولكن ذلك حقا لا يهم  

 ففي اليوم التالي و في المجلس , يبقى النقاش هل تشرفنا بسترها و حجابها أو لا تشرفنا بسفورها ,
 يبدأ البعض بالدفاع عن اختيارها في ملبسها و يبدأ الآخر في تحليل خلفيتها الثقافية و الإجتماعية . و تبقى المادة العلمية ملقاة على 
هامش المجلس

ماهو الحل ؟ وكيف نخرج من هذه الدائرة الفارغة و نتوقف عن رشق الآخرين بسهام الانتقاد؟ 
.. كيف نستطيع الانتقال من مناقشة اختلافنا الى تقبل هذا الاختلاف 
و الانطلاق الى الخطوة التالية , و هي ماجاءت به هذه السيدة الى المجتمع , ما جدواه و ما أثره علينا

Mar 15, 2012

ياسين



رحم الله أحمد الفرحان 
و جميع الشهداء و المظلومين هنا وفي كل مكان 
ورحم الله ياسين



ياسين 
ذلك الطفل الخجول ذو الملامح النحيلة و العينين الغائرتين المنوم في جناح الأطفال 
نمر عليه كل يوم في جولتنا الصباحية 
مجموعة من طلبة الطب الحائرين 
نتفقده .. نستمع لصدره .. و نقرأ نتائج فحوصاته اليومية 
ما جعله يرسخ في أذهاننا جميعا ... أنه كان منوما لمدة 10 أيام في خلال دورتنا في قسم طب الأطفال
و كان على ما يبدو معتادا على المبيت في المستشفى لفترات طويلة 

كان صبيا على حافة الطفولة ... ينطق جسده الضئيل بالمرض الذي كان يلازمه منذ ولادته 
وتنطق تصرفاته ببداية رجولة .. في خجله من أن يكشف لنا عن صدره .. تهربه من نظرات الأمومة التي تبعث بها اليه والدته


لم أكن أعرف ياسين حق المعرفة .. 
ولم يحك لي يوما عن أحلامه ... لم يخبرني عن دورسه اليومية 
مغامراته في المدرسة .. و احباطاته المتكررة
لم يحدثني عن اخوانه .. و عن بيته المزدحم في منطقة يتنفس أهلها دخان المصانع 
لم يرو لي عن ظروف استيقاظه في الليل بضيق تنفس شديد

لم يخبرني 
ولكني عرفت الآن .. عرفت ياسين الطفل الشجاع 
و عرفت كيف توفي 

أن يتوفى ياسين ... أمر جدا محزن 
و أن يستشهد ياسين
يستشهد ليمثل الفقر و المرض و العدوان .. 
أحرق قلبي ... 
نقطة 



Feb 16, 2012

قوس قزح


بداية أحب  أن أوضح أنني لا أكتب في السياسية , ربما لأني لا أفقه  كثيرا  بها و غالبا لأني أجد صفحات الجرائد تطفح بها .أنا أكتب  عن الانسان.. فالإنسان هو الانسان  منذ آلاف السنين , يحب الحيا ة و الحرية ويريد سقفا يغطيه و طعاما يشبع به جوع أطفاله ..
لقد سئمنا التحليلات السياسية  ... و  تعبنا من مشاهدة التلفاز ....



من صدر الحزن و الألم ... 
تنمو الثورة . .
 في قلوب أطفال ..لوحت جباههم الشمس و حرموا من متعة الحياة ...
أتوا لهذا العالم ليجدوا الجمال  يطل من حولهم ... ولكن  ليس لهم .. 

كتب عليهم الشقاء ... 
وهم ينظرون في شاشات التلفاز... و من نوافذهم الى العالم الملون ..  
 ويعيشون في العالم الرمادي ..
.
تنمو الثورة ..
من قلوب  أطفال كبروا ليغدوا شبان يملأون الكون بطوحاتهم الملونة .. 
ولكن العالم الرمادي يرفض كل محاولة لبث اللون فيه ...
تتدرج الرمادية لتفضي قليل من الزرقة   هنا .. ولون شبه بنفسجي هناك ..
ولكن تأبى الألوان التلفزيونية الجميلة أن تظهر  ...

 تمر السنون .. و تضاف أعمار على أعمار الشباب ..
 يصبر الشبان ... و يدعون الواحد القهار أن يرسل لهم فرشاة و ألوان ... لتلون حياتهم ...

 فتهمس حكمة الكتاب الالهي في قلوبهم : (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 
يتذكر أطفالنا الشباب .. بعد سنوات من اليأس .. أن شبابهم كفيل برسم المستقبل ... 
و أن الأحمر و إن تقدم الألوان .... فإن قوس القزح يلوح في الأفق ... 


التقطت هذه الصورة عند تجولي في أحد الأحياء الفقيرة قبل عدة سنوات


Dec 9, 2011

Rio city


Oct 6, 2011

أنا أنتمي !



قد لا يحتاج البعض منا الى الشعور بالإنتماء الى مكان محدد و قد يعيش الآخر سنوات طويلة بلا أن يفكر في ذلك , و لكنه يلاحقني منذ سن صغيرة 
فهويتي ضائعة في ظل الإحساس بالإضطهاد و المظلومية و في ذات الوقت الإحباط من واقع لا يبدو أنه يسير بإتجاه التغيير .

في بداية مراهقتي كنت دوما أحلم بإيجاد الإنتماء في مكان بعيد ... بلاد جميلة ... كوخ صغير ( كما الحكايات )تحيط به أشجار عالية .. و يطل على بحيرة واسعة
 كنت أحلم بإيجاد وطن يختلف تماما عن الذي ولدت فيه 

لم تكن مدارسنا الآيلة للسقوط .. أو شوارعنا القذرة تعنيني بشيء ولم يكن يعنيني أن تتطور بلادي .. 

فهي ببساطة وطن مؤقت 

فترة مؤقتة سأقضيها ثم سأرحل .. و أصطحب معي والدي ووالدتي 
أعلق بالونات كثيرة .. و أطير بمنزلنا الجميل الى و طن جديد
لتصبح أسرتنا السعيدة أسعد هناك 

قد يبدو الأمر مضحكا .. و أقرب الى قصص الأطفال و الحكايات ... 
و لكن العديد من صغارنا و إن لم يكن بنفس الطريقة الدرامية.. يشاركوني هذا الحلم 
حلم الرحيل

مع مرور الزمن و في نهاية دراستي الثانوية بدأت أشعر بالإنتماء أكثر فأكثر الى هويتي العربية .. وصار حلم الرحيل .. رحيل الى القريب 
كنت لازلت أحلم بإنتماء آخر .. و لازال الواقع لا يعنيني بشيء 

بعد ذلك .. و بعد خروجي الى العالم الكبير أدركت أن الهوية العربية في قلوبنا جميعا.. ولكن الانتماء هو الى الوطن 
الى الأرض التي ولدت عليها ... 
وبدأت أدرك شيئا فشيئا أن الرحيل لم و لن يجلب لي الإنتماء 
بل هو حب الوطن .. و العمل لتغيير سلبياته 


((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]

Mar 23, 2009

عالمي .. انت



حين تتسلل خيوط الشمس من ثقوب الرداء الرمادي 

لتنير الأرض بخيوطها الدقيقة 
وبالضوء المعتم خلف الستار
نقف .. أنا و أنت .. في الطرف المقابل للمدينة 
ننظر بعيوننا الحالمة الى البحر .. الذي يفصلنا عن مبانيها .. ضجيجها .. وصداع بلبلاتها الإجتماعية 
ننظر اليها من بعد 
فلا نرى سوى الأنوارر تملأ المكان 
كما زينة العيد 

ننظر الى الشمس تلقي بآخر ظلالها 
و تغتسل في هدوء البحر 
لا نرى قرص الشمس .. تحجزه عنا المدينة بمبانيها العالية
ولكننا نشاهد ظلاله .. وهي تحول زرقة البحر بالتدريج الى برتقالية متمردة 
نشاهد الطيور وهي تهبط في سكون 
يتناسب مع هدوء الجو
لتنام  وهي مستلقية على صفحة البحر 

أمسك بيدك .. و أرى العالم أمامي 
يتوقف الزمن .. ويغدو المشهد هو كل شيء 
يداك .. و المكان ... عالمي .. الى الأبد 
لحين .. تفترق الكفان 

أستيقظ من حلمي الجميل ... و أعود لكتبي الكبيرة