Nov 22, 2016

هناك





أفاق من نومه على صوت عصفور يستغيث طلباً للدف بشباكه
فتح عينيه ببطئ بحثا عن والدته ..
لم تكن هناك ... لم يكن هو هناك ...
ما عاد هناك هناك..
نظر الى العصفور الذي حلق وراء سربه الى الأفق البعيد ....
الى الدفء ...
نظر حوله الى الجدار الأبيض و المصباح الوحيد في الصالة ..
أشعله ..
و للحظة .. تمنى لو لم يستيقظ .. تمنى لو احتضنه الحلم الى العالم الآخر ..
لاجئ ...Refugee
 الكلمة الوحيدة التي تعلمها في خلال العشرة أيام الماضية
"اسمي عبد الكريم و أنا لاجئ سوري"
أعادها بالانجليزية ...و دمعت عيناه..
خرجت ابنته أمل من غرفتها..
- بابا هل أنت مستيقظ ...
- نعم يا حبيبتي ...
جلست بقربه في الغرفة النصف معتمه و قالت :
- بابا.. هل سنعود الى وطننا؟  
 احتضنها و أشار الى صدرها: وطنك هنا تحملينه معك دوماً ..
-          حتى في المدرسة؟
-          حتى في المدرسة... هيا عودي للنوم..

قبلته و اختفت في الجزء المعتم من الصالة ..
 أغمض عينيه ....
و مازالت أصوات نواعير حماة  تدور في خياله ...