طريق العودة
في تمام الرابعة ...
ينتهي الدوام الرسمي ... و تخرج بولين للجلوس على العتبة الخارجية
للمستشفى معلنة الانتظار للذهاب الى البيت
عادة باتت محببة لنا بعد مدة
فيبدأ الجميع بجمع أقلامهم و
سماعاتهم و أوراقهم ..
يخلع جونثان ( الطبيب
الاسترالي ) عنه معطف المستشفى الأبيض و يحمل حقيبته الجلدية ...
تضع إيكاترين شالها الملون على كتفيها حتى في الجو شديد الحرارة ,حيث
قيل لها بأن المرأة التي لا تلبس الشال تعتبر فاسقة في العرف المحلي...
و يأتي عمران من مكتبه مرتديا قبعته الخاكية
يخرج الجميع الى الردهة الخارجية .. و يركب كل في مكانه المخصص في
السيارة ...
أجلس أنا بين بولين الممرضة الاسكلتندية و ايكاترين الطبيبة الجورجية
..
*******************************
في هذا الصندوق المتحرك نتجانس نحن الغرباء من عوالم بعيدة جدا
و نتشارك في مسافة مكانية حميمة وسط زحام الطريق و رطوبة الجو...
لنستمع الى لحن أغنية بولودية
يحب عمران و ضعها ليذيب تعب يوم شاق و حرارة رحلة قد تتجاوز أحيانا الساعة...
تبدأ بعدها النقاشات في مواضيعهم المفضلة.. السياسة و الدين ..
تغفو بولين على كتفي و أنا
مازلت أشرح لجونثان عن عالمنا العربي ..
ثم يبح صوتي و يبقى صوت عمران و جونثان يناقشان ويناقشان ...
حتى نصل ... الى البيت .. البيت بعيدا عن البيت
No comments:
Post a Comment