Mar 6, 2013

Kunang Kunang




غاية الطلب
هذا ما كنت أبحث عنه
فندق صغير على الطريقة البالينيزية تحيط به حقول الأرز من كل جانب
لكل غرفة بلكونة مطلة على بركة سباحة صغيرة مزينة بالتماثيل و النوافير
كانت غرفتي في الطابق الثاني , بها طاولة مزينة بزهور الكمبوديا و ثلاجة من شاي الأعشاب الشهي
لم أكن أعرف حقيقة ما أريد عندما حجزت في هذا الفندق , كنت أود مكاناَ أنام فيه ليلة واحدة أذهب بعدها الى معتزل
ولكن عندما وصلت الى هنا أحسست أن هذا المكان هو بالضبط ما أبحث عنه
هذا ما أحتاجه لأعيد التوازن لروحي 
هنا أستطيع الجلوس مع ذاتي .. 

الكمبوديا و أنا




عندما كنت طفلة
كنت ألعب مع أطفال العائلة في بيت خالي
قال أحدهم لي أن هذه الشجرة سحرية و أن امتصاص رحيقها أو أكل بتلاتها يجلب السعادة الامتناهية
أثار ذلك فيي الحماسة..
وفي لحظة من لحظات طيشي .. تناولت الوردة .. 
غسلتها  بماء الخرطوم .. وقضمت جانباً منها ..
لازلت أتذكر طعمها .. و الشعور الذي أحدثته في فمي ..
كانت شديدة المرورة .. حارقة الى حد ما ..
لم تكن على الإطلاق ما توقعته .. و طعمها لا يشبه إطلاقاً رائحتها
وها أنا مرة أخرى التقي بالكمبوديا أو كما نطلق عليها في البيت .. شجرة الفتنة ..
ابحث عن السعادة الا متتناهية
فهل يا ترى تستطيع الرائحة النفاذة هذه المرة أن تحيطني ببلوراتها السحرية و تمضي بي الى عالم السلام الا متناهي

رقص منفرد على الزهرة


كقطرات الندى الراقصة
على خد زهرة الكمبوديا
في نهار باليني مضيئ
هنا يقطف الندى مع عطر الزهور
ليوهب للآلهة
تعبيراً عن الحب الا متناهي


التحليق .. بعيداً عن السرب ..



أرفض أن أعيش في الصندوق
أرفض أن أكون طائراً أزرق في سرب الطيور الزرقاء

أحب انتمائي و أحب وطني .. و أحب مكاني الجميل في العش الدافئ
ولكني أرفض أن أحتل طابقا ثانيا و أعيش حول شجرة السنديان الكبيرة التي تربيت عليها..

أود التحليق في العالم البعيد البعيد و اكتشاف الغابات و الأنهار وحقول الأرز الواسعة
التغريد بكل اللغات ... و بكل الألوان ..

الرقص مع الطيور الحمراء و الصفراء و البنفسجية في كل مكان
لأعود محملة بالألوان و أرسم العالم على سنديانتي البعيدة
فتزهر .... و يزهر عالمي 

Mar 5, 2013

الى اللقاء كوكس بازار


يتحول الوقت من بطء سلحفائي الى سرعة خاطفة
وتبدأ الأيام بالتناقص
ويغدو السرير هنا هو السرير
و البيت البعيد هناك مجرد طيف يغلفه حنين الى وجه أمي وكتف أبي
و تحين لحظة الوداع
لتجتمع في ذاكرتي كل اللحظات
ليمر علي شريط ذاكرتي محملا بالتحدي والاحباط والحزن والفرح
ولأمضي الى رحلة جديدة ..
بعيدا عن الانشغال بالآخر .. الى الجلوس مع النفس

Feb 25, 2013

عيد




اقترب العيد .. و تزينت البقرات بأطواق الورد الملونة بألوان الربيع تارة ... و الشتاء تارة أخرى
الأطفال يرقصون في كل مكان ..
يسوقون بقرة العيد من السوق الى المنزل .. لتعيش معهم عدة أيام تحظى فيها بأفضل رعاية..
حتى يوم العيد .. عيد الأضحى المبارك

دُعيت لقضاء العيد في منزل صديقي عمران في مدينة شيتاجونج
ولكوني أقضي العيد لأول مرة بعيدا عن البيت وبعيدا عن أسرتي
رحبت بفكرة قضاء العيد مع العائلة

استيقظت فجر العيد على صوت أذان الفجر
فتحت عيني ببطء و نظرت الى الغرفة الشبه مظلمة حولي
أحيانا أحتاج الى عدة ثواني للإستيعاب بأني لست في البيت بل هنا في بنغلادش
قمت بحماس يوم العيد .. و أنا أنشد أغنية العيد المفضلة لدي
لبست البنجابي الجديد الذي أخذني عمران لشراءه من أرقى محلات شيتاجونج
لم يكن غالياَ بمقاييسنا .. ولكنه باذخ هنا .. لا يهم
وددت أن أحتفل بالعيد على الطريقة البنغلاديشية
أخضر مزخرف بورود بنفسجية مشكوكة بعناية بقطع الترتر الملون
بدا جميلاً جدا ... مشرقاً .. و ملائم تماماً ليوم العيد

اصطحبنا عمران الى منزله .. أهديناه باقة من الورود المحلية  .. و علبة حلوى

دخلنا الى المنزل .. رائحة اللحم المطبوخ تفوح في المكان
وضوء النهار الخافت يتسلل من نافذة و حيدة في الصالة
لم يكن منزلهم كبيراً ولكنه كان نظيفا .. عدة كنبات على الطراز الغربي و طاولة طعام

********************

لم يختلف العيد في بيت عمران كثيراً عن العيد في بيتنا البعيد في القطيف
تناولنا اللحم المشوي في الغداء .. عيد مبارك للجميع
أتى المهنئون بالعيد من أطراف العائلة للسلام على الوالدة العجوز .. و خرج الصغار للعب في باحة المنزل
احتسينا الشاي و تناولنا قطع الحلوى
انتهى يوم العيد
عيد في أي مكان عدت يا عيد 

Feb 23, 2013

أين طفولتي ؟


نمت بيني وبين ايكاترين صداقة حميمة ...
طبيبة الأطفال الجورجية الشقراء .. تبدو من الخارج رصينة و غير مكترثة بالآخرين
ولكن حين تبدأ بالتعرف عليها .. تبدأ طبقات الرصانة بالإستسلام طوعاً لتكشف رقة متناهية ..
أصبحنا نتحدث عن شتى أمور الحياة .. نناقش حالات المرضى .. تحدثني عن بلادها وأحدثها عن بلادي..

في يوم من الأيام ... خرجنا لتناول الآيس كريم بالفانيلا ..
 ملعقة صغيرة محشورة في كوز البسكويت..
هنا لكل شيئ متعة خاصة .. فليس في كل يوم أستطيع الحصول على آيس كريم بهذه الجودة..
قضيت على الآيس كريم بسرعة .. حتى شعرت بذلك الألم الشديد في الرأس فجأة ..
ضحكت ايكاترين و أكملت تناول آيس كريمها بالملعقة بهدوء ..
أنتِ متهورة ... قالت لي

********************************

بعد ذلك انطلقنا الى شاطئ البحر ..
كانت الغيوم تظلل شمس الظهيرة على شاطئ كوكس بازار الرملي المعروف بأطول شاطئ رملي طبيعي في العالم
عشرات السياح المحليون بقبعاتهم الملونة و ملابسهم "الرياضية" يستلقون على الشاطئ

جلسنا أمام  الامتداد الجميل للبحر و الأمواج العالية..
جائنا طفل في نحو الخامسة أو السادسة  طالبا المال , حاول أن يغني لنا لنعطيه المال
قالت لي إيكاترين : من باب المبدأ يجب أن لا نضعف و نعطيه لأن ذلك يساهم في تشجيعهم أكثر حيث أن هؤلاء الأطفال بالغالب يتبعون لعصابة تأخذ منهم الأموال
قلت : اتفق معك تماما .. يجب أن يكون الهم الوحيد للأطفال في العالم هو اللعب


اعتدلت في جلوسي وبدأت أصنع جبلا من الرمل
قلت له بلغة مكسرة .. انظر لنصنع جبلاً
تحرك الطفل بسرعة .. وقد بدا مستعدا لفعل أي شيئ لإرضائي
وبدأ جمع الرمل ... تكوين جبل .. ثم تزيينه بالأصداف
وكأنه قام بفعل ذلك عشرات المرات
لم يفهم الطفل أنني أحاول اللعب معه .. لم يفهم أن في الحياة أمور نقوم بها من اجل المتعة لا النقود
بدأ مشواره في البحث عن لقمة العيش .. و سُرقت طفولته ..
حتى لم يبق منها منها سوى العينين الحائرتين اللتين يستخدمهما في جلب الاهتمام