استيقظت على صوت مألوف لدي ...
الله أكبر ...
تملأ حجرتي الصغيرة ... وضوء الفجر يتسلل عبر النافذة ..
خلعت عني قناع النوم و فتحت عيني لأتذكر بأني لست في سريري
بل في مكان يبعد آلاف الكليومترات عن البيت ..
اضاء قلبي بالحماسة و التوتر لبدء حياتي هنا ...
******************************
وصلت الى المستشفى
كان الجو حاراً و المكان بسيطا الى
حد كبير ولكن ابتسامات العاملين و ترحيبهم خففا من توتري و حرارة الجو
أخذني جلال , مدير المستشفى الستيني الوقور في جولة و عرفني بالأقسام
قال لي : أعرف أنك متعبة من سفر الأمس , لذا لا تعملي اليوم اجلسي و
تعرفي على المكان
جلست على أحد كراسي الانتظار .. انظر الى النساء بملابسهم البسيطة الملونة
بكل الألوان
*****************************
*****************************
Ramu,October 2012 طفلة سمراء.. اقتربت مني بنظرات مستفهمة لملامحي المختلفة و بشرتي الباهتة |
كعادتي مع الأطفال .. ابتسمت
سألتها بالإنجليزية : ما اسمك
ردت بتهذيب و بكلمات بدت تحفظها جيدا:
I am fine Thank you
سألتها : كم عمرك ؟
I am fine thank you
ابتسمت و تذكرت منهج اللغة الانجليزية في المدرسة
وعرفت أن حاجز اللغة يقف بين بنغاليتي الشبه معدومة و انجليزيتها المتألفة
من جملة واحدة
جلست بجانبي , و حكت لي عن لونها المفضل
رسمت لي اخوتها .. وشكل معلمتها
وعادت إليّ بقطعة حلوى ... هي ربما .. كل مصروفها
دستها برفق في يدي .. و هربت
لأتعلم من عيونها الجميلة –في أول يوم لي -
أن روعة التواصل بين بني البشر
تكمن في مالا نعبر عنه بالكلمات
وأن المشاعر الإنسانية تتجاوز حدود اللغات .. لتحفر عميقاً في دواخلنا