Mar 15, 2012

ياسين



رحم الله أحمد الفرحان 
و جميع الشهداء و المظلومين هنا وفي كل مكان 
ورحم الله ياسين



ياسين 
ذلك الطفل الخجول ذو الملامح النحيلة و العينين الغائرتين المنوم في جناح الأطفال 
نمر عليه كل يوم في جولتنا الصباحية 
مجموعة من طلبة الطب الحائرين 
نتفقده .. نستمع لصدره .. و نقرأ نتائج فحوصاته اليومية 
ما جعله يرسخ في أذهاننا جميعا ... أنه كان منوما لمدة 10 أيام في خلال دورتنا في قسم طب الأطفال
و كان على ما يبدو معتادا على المبيت في المستشفى لفترات طويلة 

كان صبيا على حافة الطفولة ... ينطق جسده الضئيل بالمرض الذي كان يلازمه منذ ولادته 
وتنطق تصرفاته ببداية رجولة .. في خجله من أن يكشف لنا عن صدره .. تهربه من نظرات الأمومة التي تبعث بها اليه والدته


لم أكن أعرف ياسين حق المعرفة .. 
ولم يحك لي يوما عن أحلامه ... لم يخبرني عن دورسه اليومية 
مغامراته في المدرسة .. و احباطاته المتكررة
لم يحدثني عن اخوانه .. و عن بيته المزدحم في منطقة يتنفس أهلها دخان المصانع 
لم يرو لي عن ظروف استيقاظه في الليل بضيق تنفس شديد

لم يخبرني 
ولكني عرفت الآن .. عرفت ياسين الطفل الشجاع 
و عرفت كيف توفي 

أن يتوفى ياسين ... أمر جدا محزن 
و أن يستشهد ياسين
يستشهد ليمثل الفقر و المرض و العدوان .. 
أحرق قلبي ... 
نقطة