Oct 6, 2011

أنا أنتمي !



قد لا يحتاج البعض منا الى الشعور بالإنتماء الى مكان محدد و قد يعيش الآخر سنوات طويلة بلا أن يفكر في ذلك , و لكنه يلاحقني منذ سن صغيرة 
فهويتي ضائعة في ظل الإحساس بالإضطهاد و المظلومية و في ذات الوقت الإحباط من واقع لا يبدو أنه يسير بإتجاه التغيير .

في بداية مراهقتي كنت دوما أحلم بإيجاد الإنتماء في مكان بعيد ... بلاد جميلة ... كوخ صغير ( كما الحكايات )تحيط به أشجار عالية .. و يطل على بحيرة واسعة
 كنت أحلم بإيجاد وطن يختلف تماما عن الذي ولدت فيه 

لم تكن مدارسنا الآيلة للسقوط .. أو شوارعنا القذرة تعنيني بشيء ولم يكن يعنيني أن تتطور بلادي .. 

فهي ببساطة وطن مؤقت 

فترة مؤقتة سأقضيها ثم سأرحل .. و أصطحب معي والدي ووالدتي 
أعلق بالونات كثيرة .. و أطير بمنزلنا الجميل الى و طن جديد
لتصبح أسرتنا السعيدة أسعد هناك 

قد يبدو الأمر مضحكا .. و أقرب الى قصص الأطفال و الحكايات ... 
و لكن العديد من صغارنا و إن لم يكن بنفس الطريقة الدرامية.. يشاركوني هذا الحلم 
حلم الرحيل

مع مرور الزمن و في نهاية دراستي الثانوية بدأت أشعر بالإنتماء أكثر فأكثر الى هويتي العربية .. وصار حلم الرحيل .. رحيل الى القريب 
كنت لازلت أحلم بإنتماء آخر .. و لازال الواقع لا يعنيني بشيء 

بعد ذلك .. و بعد خروجي الى العالم الكبير أدركت أن الهوية العربية في قلوبنا جميعا.. ولكن الانتماء هو الى الوطن 
الى الأرض التي ولدت عليها ... 
وبدأت أدرك شيئا فشيئا أن الرحيل لم و لن يجلب لي الإنتماء 
بل هو حب الوطن .. و العمل لتغيير سلبياته 


((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]